
دورة كربس عدد من .......انه هراء الأحياء الممل...تقع عيناي على سطور كتاب داخل كتاب الأحياء..مئة عام من العزلة بالتأكيد ستكون أفضل من حماقات مادة الأحياء ..تتتبع عيناي السطور يتخلل التتبع بعض الفلاشات من عيناي وبعض دقائق ادرك انه بداية الصداع النصفي.......يبدأ ثقل مزعج في جانب رأسي الأيسر ثم ذلك الألم المعتاد في عيني...كتاب بهذا الحجم من الصعب اخفاؤه داخل كتاب الأحياء لكني مضطرة...
تثار جلبة في أنحاء المنزل يبدو انهم على وشك الخروج...أمر مريح للأعصاب فماذا أفضل من قضاء ليلة بمفردي؟..يفتح باب الغرفة تطل أمي "بتذاكري؟احنا خارجين ..عايزة حاجة؟سلام " ويغلق الباب بهدوء ثم يدوي صوت صفق بابا المنزل....ألقي بكتاب الأحياء بعيدا وأمسك بالرواية محاولة أن ألصق عيناي بأسطرها متحدية تلك المطارق التي تدوي في رأسي لكن بلا فائدة فلا أستطيع التركيز...أشعر بميلان رأسي نحو اليسار ..أجمع شعري على جانب رأسي الأيسر فهو حماية من البرد ومن ضوء النيون المشع البشع......وبشعور بعدم اتزان رأسي تماما أرجع شعري لظهري فهو ثقيل كفاية ليخل باتزان رأسي.....فكان مصير الرواية ككتاب الأحياء ملقى بجانب فراشي.....بي رغبة عارمة في شرب البيبسي وكأنه مسكن...أجوب المنزل بحثا عن ذلك المشروب وكأني مدمنة تبحث عن مخدر...ولا أوصف فرحتي عندما وجدت عبوة في دولاب المطبخ........حملتها عائدة لغرفتي اطفأت الأنوار فأنا لست كائن ضوئي ابدا........وبدأت الرغبة الملحة في التدخين....جلست أرضا بجانب نافذتي ارتشف المشروب الفضائي الذي يدعى البيبسي مسندة رأسي للحائط ومع كل رشفة تزداد رغبتي في التدخين...ولم أجد سوى فكرة "ولما الحرمان؟" تحركت بضع أمتار حبوا على ركبتي لأصل لصندوقي الخشبي القديم الذي يحوي أورقي....أفتحه بهدوء خوفا من كسر بابه الرديء......ورقة ....اثنان....ثلاثة .....وبعد السادسة يصطف صفا من السجائر بعناية بجانبها ولاعة مغلفة بصورة لشتاء مثلج...اسحب سيجارة واغلق الصندوق....بخطوات أخرى أعود لمكاني بجانب النافذة ..افتحها لتصطدم لسعات البرد رأسي اولا ليزداد عمل المطارق نشاطا...أشعل السيجارة ومع أول نفس يبدأ عقلي في التفكك....ذكريات غريبة....أفكار مبعثرة.....ومشاعر مضطربة...يميل رأسي يسارا مجداا فأجاهد لأعيده مكانه....وها هي حالة الربط تبدأ ....ربط الأفكار والهلوسات ربط أشياء لا تندمج رسم صور غير متناسقة ....يبدو أن عقلي تفكك كثيرا.............لما أربط بين الشوكولاتة والسجائر بالجنس؟؟..تذكرت صديقة لي حين سألتني: أتحبين الwild sex أم ال classic sex؟؟ لم ظاعرف حينها أن له أنواع ربما كانت إجابتي بclassic لما كان للwild صورة غير مريحة في عقلي........كنا صغار...يعود رأسي لصنع نبضات متسارعة يبدو أنها أسرع من نبضات قلبي.....لا أعلم لما أربط بين الغربة والمرض..؟........لا يهم...كادت السيجارة أن تنتهي..لا أعتقد أني سأقدر على الوصول للصندوق مرة أخرى..يبدو أن ذلك الصندوق مكانا مثاليا بعيدا عن الشبهات.......شردت بنظري بعيدا هروبا من تخاريف تفككات عقلي..سماء مظلمة كظلمة غرفتي..مزعج شكل ذلك المحل المضيء انه حلاق أمام بنايتنا ...لا يبدو انه حلاق ابدا بجدرانه الزجاجيةوسقفه الأحمر وشاشة العرض المسطحة التي رأيت انعاكسها في الزجاج ...مقاعده الجلدية ..وأرضيته الرخامية اللامعة..وتلك الحديقة الصغيرة المحيطة به....لا أستطيع بنظي من ذلك الأرتفاع أن أرى من بداخله لكن صف السيارات من هامر وجاغوار ومرسيدس وكاديلاك ولكزس يخبرني بأشكال زبائنه...............يزداد حدة الألم في عيني اليسرى وكأنه يذكرني بموعد رجوعي لأفكاري المشتتة التي تنتظر أن أعطيها القليل من الإهتمام....تزاحمت الأفكار مجداا وتزاحمت المشاعر أكثر على صدري...هناك شيء ما يريد أن يخرج..شيء يضغط على قفصي الصدري....خليط من الرغبة في الصراخ والحاجة للبكاء....حبوت عائدة لصندوقي الخشبي لمزيد من السجائر..ثم أكملت طريقي لمشغل الأغاني........ربما المزيد من السجائر والمزيد من موسيقى الميتال كفيلة بأن تخرج ما بجوفي...بدأت الموسيقى..ورجعت لمكاني لأسند رأسي قبل أن أفقد توازنه كليا.....أناملي لا تقوى على حمل السيجارة فهي ترتعش بردا..او ربما ألما......بإيقاع الموسيقى الصاخب الذي يصاحبه إيقاع المطارق في رأسي...اشعل السيجارة..واشعر بعلو الإيقاع تدريجيا...يزداد بالإرتفاع...ليبدأ الزجاج بالإهتزاز والحائط بالزن.....تتحرك رأسي تلقائيا على ضربات الموسيقى كما يطلقون عليه head shacking dance ثم أبدأ بالغناء معه رغبة فأن أصل لما أريد ...الصراخ..او ربما البكاء....يزداد الإيقاع صخبا وتزداد سرعة أنفاسي....بدأت بالزن في داخلي ...ثم أطلقت صرخة!!....كمن رأى شبحا بشعا...كصرخة إنسان يحتضر................وحين صمت انتهت الموسيقى
مرث ثوان من الجمود والصمت....لا أشعر برأسي وكأنها ليست جزء من جسمي.....يبدو أن عيني اليسرى قد أغلقت نفسها من تلقاء نفسها تفاديا للسعات البرد......لا أجد شيء في عقلي ولا شيء في صدري......لا شيء سوى الهدوء وأضواء المباني البعيدة...ألقيت بالسيجارة من النافذة....وحاولت التحرك للإستلقاء على الأرض وبعد محاولات لتحريك رأسي الثقيل تمكنت من الإستلقاء على ظهري.....انظر للسقف المشقق....انا لا أفكر لاشيء في عقلي!!!ولا أحس بشيء.....صمت مطبق.... وكأن الحياة توقفت....من أنا؟؟؟...ماذا أريد؟؟؟؟...يبدو اني عشت طويلا.....ليس مجرد ستة عشر عاما....لاأشعر إني عشت ستة عشر عاما فقط.....ستة عشر عاما...ستة عشـ......سـ............................... سهسهة السين يزداد صداها في عقلي.....أغلقت عيناي ولم أجد شيء أفعله سوى النحيب....بكيت كثيرا....بكيت طويلا....وحين انتهيت استطعت الوقوف على قدمي .....أغلقت النافذة ورششت القليل من العطر..أدرت الأضواء وبحثت عن شريط الأقراص المسكنة لابتلاع أربعة أو حتى خمسة..لكنه كان فارغا..لا يهم فلم يكن لتلك الأقراص مفعول يوما....أخذت كتاب الأحياء وقصتي وعدت لأجلس على فراشي..............وغفوت.
تثار جلبة في أنحاء المنزل يبدو انهم على وشك الخروج...أمر مريح للأعصاب فماذا أفضل من قضاء ليلة بمفردي؟..يفتح باب الغرفة تطل أمي "بتذاكري؟احنا خارجين ..عايزة حاجة؟سلام " ويغلق الباب بهدوء ثم يدوي صوت صفق بابا المنزل....ألقي بكتاب الأحياء بعيدا وأمسك بالرواية محاولة أن ألصق عيناي بأسطرها متحدية تلك المطارق التي تدوي في رأسي لكن بلا فائدة فلا أستطيع التركيز...أشعر بميلان رأسي نحو اليسار ..أجمع شعري على جانب رأسي الأيسر فهو حماية من البرد ومن ضوء النيون المشع البشع......وبشعور بعدم اتزان رأسي تماما أرجع شعري لظهري فهو ثقيل كفاية ليخل باتزان رأسي.....فكان مصير الرواية ككتاب الأحياء ملقى بجانب فراشي.....بي رغبة عارمة في شرب البيبسي وكأنه مسكن...أجوب المنزل بحثا عن ذلك المشروب وكأني مدمنة تبحث عن مخدر...ولا أوصف فرحتي عندما وجدت عبوة في دولاب المطبخ........حملتها عائدة لغرفتي اطفأت الأنوار فأنا لست كائن ضوئي ابدا........وبدأت الرغبة الملحة في التدخين....جلست أرضا بجانب نافذتي ارتشف المشروب الفضائي الذي يدعى البيبسي مسندة رأسي للحائط ومع كل رشفة تزداد رغبتي في التدخين...ولم أجد سوى فكرة "ولما الحرمان؟" تحركت بضع أمتار حبوا على ركبتي لأصل لصندوقي الخشبي القديم الذي يحوي أورقي....أفتحه بهدوء خوفا من كسر بابه الرديء......ورقة ....اثنان....ثلاثة .....وبعد السادسة يصطف صفا من السجائر بعناية بجانبها ولاعة مغلفة بصورة لشتاء مثلج...اسحب سيجارة واغلق الصندوق....بخطوات أخرى أعود لمكاني بجانب النافذة ..افتحها لتصطدم لسعات البرد رأسي اولا ليزداد عمل المطارق نشاطا...أشعل السيجارة ومع أول نفس يبدأ عقلي في التفكك....ذكريات غريبة....أفكار مبعثرة.....ومشاعر مضطربة...يميل رأسي يسارا مجداا فأجاهد لأعيده مكانه....وها هي حالة الربط تبدأ ....ربط الأفكار والهلوسات ربط أشياء لا تندمج رسم صور غير متناسقة ....يبدو أن عقلي تفكك كثيرا.............لما أربط بين الشوكولاتة والسجائر بالجنس؟؟..تذكرت صديقة لي حين سألتني: أتحبين الwild sex أم ال classic sex؟؟ لم ظاعرف حينها أن له أنواع ربما كانت إجابتي بclassic لما كان للwild صورة غير مريحة في عقلي........كنا صغار...يعود رأسي لصنع نبضات متسارعة يبدو أنها أسرع من نبضات قلبي.....لا أعلم لما أربط بين الغربة والمرض..؟........لا يهم...كادت السيجارة أن تنتهي..لا أعتقد أني سأقدر على الوصول للصندوق مرة أخرى..يبدو أن ذلك الصندوق مكانا مثاليا بعيدا عن الشبهات.......شردت بنظري بعيدا هروبا من تخاريف تفككات عقلي..سماء مظلمة كظلمة غرفتي..مزعج شكل ذلك المحل المضيء انه حلاق أمام بنايتنا ...لا يبدو انه حلاق ابدا بجدرانه الزجاجيةوسقفه الأحمر وشاشة العرض المسطحة التي رأيت انعاكسها في الزجاج ...مقاعده الجلدية ..وأرضيته الرخامية اللامعة..وتلك الحديقة الصغيرة المحيطة به....لا أستطيع بنظي من ذلك الأرتفاع أن أرى من بداخله لكن صف السيارات من هامر وجاغوار ومرسيدس وكاديلاك ولكزس يخبرني بأشكال زبائنه...............يزداد حدة الألم في عيني اليسرى وكأنه يذكرني بموعد رجوعي لأفكاري المشتتة التي تنتظر أن أعطيها القليل من الإهتمام....تزاحمت الأفكار مجداا وتزاحمت المشاعر أكثر على صدري...هناك شيء ما يريد أن يخرج..شيء يضغط على قفصي الصدري....خليط من الرغبة في الصراخ والحاجة للبكاء....حبوت عائدة لصندوقي الخشبي لمزيد من السجائر..ثم أكملت طريقي لمشغل الأغاني........ربما المزيد من السجائر والمزيد من موسيقى الميتال كفيلة بأن تخرج ما بجوفي...بدأت الموسيقى..ورجعت لمكاني لأسند رأسي قبل أن أفقد توازنه كليا.....أناملي لا تقوى على حمل السيجارة فهي ترتعش بردا..او ربما ألما......بإيقاع الموسيقى الصاخب الذي يصاحبه إيقاع المطارق في رأسي...اشعل السيجارة..واشعر بعلو الإيقاع تدريجيا...يزداد بالإرتفاع...ليبدأ الزجاج بالإهتزاز والحائط بالزن.....تتحرك رأسي تلقائيا على ضربات الموسيقى كما يطلقون عليه head shacking dance ثم أبدأ بالغناء معه رغبة فأن أصل لما أريد ...الصراخ..او ربما البكاء....يزداد الإيقاع صخبا وتزداد سرعة أنفاسي....بدأت بالزن في داخلي ...ثم أطلقت صرخة!!....كمن رأى شبحا بشعا...كصرخة إنسان يحتضر................وحين صمت انتهت الموسيقى
مرث ثوان من الجمود والصمت....لا أشعر برأسي وكأنها ليست جزء من جسمي.....يبدو أن عيني اليسرى قد أغلقت نفسها من تلقاء نفسها تفاديا للسعات البرد......لا أجد شيء في عقلي ولا شيء في صدري......لا شيء سوى الهدوء وأضواء المباني البعيدة...ألقيت بالسيجارة من النافذة....وحاولت التحرك للإستلقاء على الأرض وبعد محاولات لتحريك رأسي الثقيل تمكنت من الإستلقاء على ظهري.....انظر للسقف المشقق....انا لا أفكر لاشيء في عقلي!!!ولا أحس بشيء.....صمت مطبق.... وكأن الحياة توقفت....من أنا؟؟؟...ماذا أريد؟؟؟؟...يبدو اني عشت طويلا.....ليس مجرد ستة عشر عاما....لاأشعر إني عشت ستة عشر عاما فقط.....ستة عشر عاما...ستة عشـ......سـ............................... سهسهة السين يزداد صداها في عقلي.....أغلقت عيناي ولم أجد شيء أفعله سوى النحيب....بكيت كثيرا....بكيت طويلا....وحين انتهيت استطعت الوقوف على قدمي .....أغلقت النافذة ورششت القليل من العطر..أدرت الأضواء وبحثت عن شريط الأقراص المسكنة لابتلاع أربعة أو حتى خمسة..لكنه كان فارغا..لا يهم فلم يكن لتلك الأقراص مفعول يوما....أخذت كتاب الأحياء وقصتي وعدت لأجلس على فراشي..............وغفوت.