الجمعة، 18 أبريل 2008

قليل من الكآبة




أمل



رائحة الأمل كريهة
ورياح النهار مؤلمة
سأقف حيث أنا
حاملة مظلة
تقيني من ألوان الطيف
ومن تفاهات الربيع
سأقف هنا
حاملة ذكرى
عن ليل أسود
ورائحة وحدة
عن شتاء بدأت
منه الرحلة
سأقف حيث أنا
حيث الظلمة
أراقب عالم
دوت فيه كذبة
تدعى الأمل
ورائحة الأمل كريهة






إنتظار



بعدما بصق في وجهي القمر
ولعنني القدر
ولعتة القدر لا تغتفر
وامطرت السماء جمر المطر
أتراني سأنتظر؟
أنتظر؟
لأصدق شيطان الحياة
أم لأرى أيامي تحتضر؟
لما تراني سأنتظر؟
لأإن صمتا ظلما وصبرا حتى أنفجر؟
ولما أنتظر؟
لأتشبث بأطراف الحياة
ولي الحياة تحتقر؟
قامرت بروحي مع الأوهام
وها هي الأوهام تنتصر
أتراني سأنتظر
لا لن أنتظر
بل سأرحل لهناك
هناك بعيدا
حيت المترقب المنتظر

الأربعاء، 9 أبريل 2008

طفلة


أخذ يراقبها من نافذة مكتبه...ابنة عمه الذي يملك الشركة التي يعمل بها...لم يكن يفقه شيئا في أصول ذلك العمل ..فعمه يراه شخص حالما ,انطوائيا وغريب الأطوار لا يصلح لأي عمل......لكن لانه ابن اخيه فقد عينه مساعدا له في الشركة..........كانت الفتاة تركض بنشاط مع رفقياتها ,ترتدي فستانا من الدانتيل الوردي وتربط شعرها الكستنائي بشريط ستان لامع ....ابتسامتها واسعة ولها عينان حزينتان واسعتان بلون البحر.....أخذ يتأملها طويلا وهولا يعلم ماذا في ذات العشر أعوام يشد انتباهه لهذا الحد...عاد ليجلس على كرسي مكتبه محاولا أن يضع حدا لتأملات أربعة أشهر لتلك الطفلة التي لا تنفك صورتها تغادر خياله....لم يستطع أن يراها أختا!!.....ولم يقتنع انه يراها ابنة فهو لم يكمل أعوامه الثلاثة والعشرون بعد...!أطبق جفناه وأسند رأسه للحائط أخذ يبحث عن صورة مناسبة لها في عقله....صورة ترضيه ويقتنع بها عقله وقلبه.....رآها!..رآها حاملة أزهار حمراء...أطول قامة وملامحها أكثر حدة...رآها في ثوب زفاف....لقد أحبها!! أحب طفلة عمه!!!
اعتدل في جلسته ووضع كفاه على وجهه..فقد اقتنع بالفكرة تماما وليس هناك سبيل لتغييرها...عرف انه جنون فلو صارح أحد بذلك لظن انه مجنون أو مريض نفسي ولو قال ذلك لأباه لعاد لإتهامه بالدلال والطيش وانه فاشل منبوذ ولو قال ذلك لعمه ربما شتمه او طرده من شركته ......أخذ حقيبة أوراقهبعدما تنبه بموعد إنتهاء العمل نزل عدة درجات صغيرة وحين مر بمدخل الشركة وجد الصغيرة تجلس بين الأزهار مع رفيقاتها...ابتسمت له ابتسامة واسعة كشفت عن أسنان بيضاء مرتبة .....مضى يسير قليلا في الشوارع دون هدف..فقد أراد وقتا ليفكر قليلا,مرت دوامات من الأفكار والمواقف بعقله...تراجع قليلا عن تحليل تلك المشاعر التي يحملها لتلك الطفلة لكن بمجرد عودة صورتها وهي تبتسم له يزداد ثياتا وافتناعا..هو لا يعلم انه لا يمكنه الزواج من طفلة ولكنه لا يمكنه ان يبتعد عنها ايضا ...بعد ساعات من التفكير أرخق فيها تماما....قرر...قرر الرحيل بعيدا عن البلد سيرحل تسعة أعوام أو ربما عشر وسيعود...وحين يعود ستكون له وسيتزوجها ولن يمنعه أحد ....نعم هو الرحيل أفضل حل..فلن يتعذب برؤيتها كل يوم ويتعذب بتلك المشاعر ...عاد للمنزل وبهدوء أخبر الجميع انه يريد الرحيل وبلا أسباب....ورغم سخط أباه وأخباره انه عار علة العائلة وانه طفل غني طائش مدلل وانه سيضيع مستقبله حزم حقائبه وفي خلال يومين رحل دون حتى توديع أحد من أهله..............مرت الأعوام يعمل تارة ويبعثر أمواله تارة أخرى وصورة تلك الطفلة الساحرة لا تفارق خياله...وقبل إنقضاء التسع سنوات كان قد نجح في مشروع تجاري صغير وادر لا مالا لا بأس به...فقرر العودة ليرى كيف أصبح حال ذات العينان الحزينتان...ليتزوجها ويعود لاستكمال احلامه بعدما نجح اخيرا وايقن انه سيتخلص من لقب الفاشل المدلل.....عاد......لم يتجه إلى المنزل كما خطط فكانت رؤيته لجميلته الصغيرة ورغبته في معرفة كيف أصبحت أقوى من شوقه لأهله ولمنزله...اتجه لمنزل عمه...استقبلته الخادمة فرحة وبكلمات مقتضبه وبتعلثم واضح أخبرته انهم جميعا داخل في أحد الغرف...ظن بداية أنها فرحة بؤويته....فهو يعلم أن شكله قد تبدل كثيرا وأصبحت ملامحه أكثر حدة ووسامة من قبل,..اتجه نحو مصدر ضحكات وضوضاء واضح لتجمع بشري وقف عند مدخل الغرفة المنشودة......كانت أمه واقفة بجانب اباه..وعمه وقد بدت عليه الكهولة جالسا بجانب الفراش...الكثير من أبناء عمومته وأقاربه ولم يستطع أن يرى أحدا منهم فهو لم يحرك عينيه عن تلك الراقدة بالفراش ذات العينان الحزينتان بلون البحر...التي تأملته محاولة تذكر أين رأت ذلك الوجه....اندفع الجميع نحوه يقبلونه ويحتضنونه....وهو عيناه عالقة عليها على ذلك الطفل بين يديها...ووسط دموع أمه الفرحة بعودته,حملت امه الطفل من بين يدي الفتاة لتقترب به من ابنها العائد ...."انه ابن أخاك وابن ابنة عمك"....لمعت عيناه إثر دموع تكونت في عيناه في أقل من لحظة...حمل الطفل قبله ووضعه بين يدي ابنة عمه فابتسمت بنفس الابتسامة التي رآها منذ تسع سنوات وبنفس البراءة قالت.."غبت كثيرا.."..ابتسم لها باصطناع دون رد..اتجه لأخاه وقال"اعتني بهما جيدا"...ودع امه ومن حوله ورحل مجداا...لكن دون عزم على العودة.